روايه عازف بنيران قلبي للكاتبه سيلا وليد

موقع أيام نيوز

 

ليه نعمله مكانة 

كان يشدد على كل كلمة تخرج من بين شفتيه وكأنه قاصدا حديثا بعينيه 

تقابلت بعينيه التي يدقق بها فتسائلت 

اللي مايحفظش على ماضيه مش هيبني مستقبله ياحضرة المستشار 

وضع ذراعيه على الحصان واقترب بجسده منها ينظر لعيناها مباشرة 

أسما إحنا مش الفراعنة عشان نتكلم ونتباهى على إنجازات ماضينا إحنا ناس اتأذينا من الماضي واللي ياذينا ڼدفنه 

ظلت تطالعه تفكر بحديثه بشتى المعاني فهمست 

مش فاهمة معنى كلام حضرتكاتجه للخارج مردفا

إيه بقيتي بخيلة ولا إيه عايز اشرب قهوة وياريت سادة 

تحركت خلفه وجدته يجلس أمام بعض الشجيرات التي يقوم المزارع بقصهم اتجهت لمنزلها وأعادت بعد قليل عندما علمت أن وجوده ماهو إلا من أجلها 

جلست بمحاذته وتحدثت بهدوء 

سامعة حضرتك ياسيادة المستشار 

منير العشري قالها وهو يرتشف من قهوته بهدوء ويتلذذ بطعمها فاردف وكأن الاسم الذي قاله اسم عادي لا ينتمي لها 

يابخت نوح بيك عليكي فنجان قهوة حقيقي تسلم ايدك ظلت تناظره لبعض اللحظات فابتسمت بسخرية

هو حضرتك بتتريق وضع الفنجان ناظرا إلى مقلتيها مباشرة وهو يستند بظهره على الأريكة واضعا ساق فوق الأخرى 

بصي انا مبحبش اللف والدوران منير العشري ابوكي إشارة منك اخليه يتمنى المۏت بس نصيحة مني بلاش مهما كان دا اسمه أبوكي والواحد مابيخترش ابوه وأمه 

انسدلت عبرة بجانب عينيها فتسائلت بصوتا متقطع

حضرتك عايز توصل لأيه! 

ڼصب عوده واضعا يديه بجيب بنطاله ثم اردف

يعني لو خاېفة منه ومن ټهديد يحيى الكومي أنا بقولك ماتخفيش أنا لو عايز ادفنه هدفنه لكن محبتش أعمل كدا من غير مااقولك 

نهضت تقف أمامه 

الموضوع مش بابا ابدا وبما أن حضرتك عارف ټهديد دكتور يحيى فأنا وعدته ابعد عن نوح مش معقول اعض الايد اللي وصلتني لكدا 

إستدار إليها عندما اشټعل غضبه من حديثها 

محدش له فضل عليكي يااسما انت وصلت لكدا بمجهودك شهادتك اخذتيها بتعبك مش اشترتيها بفلوس يحيى الكومي أما الفلوس اللي كان بيدهالك دي مش شفقة دا لتعبك في المزرعة 

اقترب خطوة منها وأكمل حديثه 

كلنا عارفين شغفك للزرع وحبك للارض وانت المسؤلة الأولى عن المزرعة دي يعني محدش فضل عليك ليه بتستقلي بنفسك 

هزت رأسها رافضة حديثه 

حضرة المستشار إنت مش عارف حاجة قالتها بصوتا مقهور وحالة العجز التي انتابتها 

وهي تغطي ألمها بغلاف شفاف من التنهيدات المنحصرة تخرجها مع الهواء ثم استدارت له وأكملت 

أنا والدكتور نوح مننفعش لبعض زي مابيقولوا كدا هو الملك وأنا الجارية بتاعته 

انت واحدة غبية ياأسما قالها راكان بصوت غاضب تحرك بعض الخطوات مغادرا ولكنه توقف واستدار بنصف جسده 

البنت اللي تستقل بنفسها متستهلش حب زي حب نوح رفع سبابته وتحدث بتحذير

يبقى امشي من هنا خالص بلاش تقعدي وتعذبيه اقترب خطوة وأكمل 

مش مستعد اخصر صاحبي عشان واحدة غبية مش عارفة قيمة نفسها ودايما بتحارب الراجل اللي بيعمل المستحيل علشانها 

استدار ولكنه تذكر شيئا فاردف وهو يواليها ظهره

نوح مالمسش البنت اللي اتجوزها ياباشمهندسة ومش بس كدا لا دا قال على نفسه انه مش راجل في وسط عيلته عشان بيحب واحدة غبية 

قالها وتحرك مغادرا بسيارته بعدما أشعل قلبها بضربات عشقها 

فاقت من شرودها عندما اقترب راكان من أسما واضعا يديه بجيب بنطاله ينظر إليها بخبث

اقعد ياعم الشيخ عندنا كتب كتاب الدكتور على المچنونة اللي شايفها مستنية عريسها بترنج عمرك شوفت عروسة كدا 

اتجهت سريعا للداخل وكأن قلبها تحول لمعزوفة من الضربات الموسيقية جلست على مخدعها وهي تضع يديها على قلبها ثم أمسكت هاتفها 

ليلى ممكن تيجي لعندي حالا بليز ليلى كانت تجلس على تختها تقرأ بمصحفها بجوار سليم الغافي 

تحركت للشرفة حتى لا تيقظ زوجها فتسائلت حينما شعرت بشيئا 

مالك ياأسما!

ابتسمت أسما مع عبراتها المنسدلة وتحدثت 

تعالي بسرعة وانت تعرفي يالوله بسرعة 

وقفت للحظات تنظر من الشرفة تفكر بأمر صديقتها ثم اتجهت لزوجها مسدت على خصلاته فتح عيناه نصف فتحه وأردف

فيه حاجة حبيبي ثم تحدثت 

عايزة أروح لأسما لو ينفع يعني أخد عربيتك وبعد ماتصحى من النوم يبقى تعالى لي 

نظر بساعة هاتفه

 

الساعة تمانية أنا مفكر نمت كتير جذبها فجأة ناظرا لمقلتيها 

بقولك عايز رشوة الأول لكزته عندما علمت مايريده هزت برأسها وحاولت الفكاك من قبضته 

وسع ياسليم ولكنه التقط كرزيتها تركها بعد قليل ثم إستدار للجانب الآخر 

امشي بسرعة قبل مااغير رأيى وانومك جنبي عندي عشا عمل وهخلص وأجيلك 

ارتدت ملابسها سريعا متجهة لغرفة سيلين 

ممكن ادخل نهضت سيلين التي كانت تظهر على ملامحها البكاء واجابتها

تعالي اتفضلي حمحمت ليلى وهي تفرك بيديها 

ممكن نخرج مشوار أنا وانت بصراحة سليم بقاله يومين سهران ونايم ومش عايز يصحى وكمان عنده إجتماع واسما كلمتني وعايزة اروحلها حالا وأنا خاېفة اخوكي يفضل نايم وأرجع لوحدي 

ابتسمت سيلين من وسط حزنها وأمسكت يديها 

اول مرة احس إنك طفلة كدا ابتسمت ليلى لها وأجابتها 

مش موضوع طفولة لكن متعودتش أخرج ارجع البيت في وقت متأخر ولولا إنها محتاجني عمري ماأخرج بالليل لوحدي 

اتجهت سيلين لغرفة ملابسها وهي تضحك عليها

شكلك عايشة في العصر الحجري يابنتي 

بعد قليل وصلوا للمزرعة دلفت السيارة من الباب الرئيسي

 

تم نسخ الرابط